الحضارة
سبق وريادة وتجديد
اهتمت الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام دينٌ عالمي يحض على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه، وتنوعت مجالات الفنون والعلوم والعمارة طالما لا تخرج عن نطاق القواعد الإسلامية؛ لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه، وهذه البوابة تبرز إسهامات المسلمين في مجالات الحياة الإنسانية والاجتماعية والبيئية، خلال تاريخهم الطويل، وعصورهم المتلاحقة.
ملخص المقال
التاريخ من حيث المبدأ يمثل مشتركًا عامًّا من المشتركات الإنسانية؛ فمن الغرائز البشرية الفخر بالتاريخ والأسلاف، ورسم صور الأبطال التاريخيين، ونحت
التاريخ المشترك
روى ابن الأعرابي أنَّ أعرابيًّا أخذ جرو ذئب، وكان قد التقطه التقاطًا، فقال: أخذته وهو لا يعرف أبويه ولا عملهما، وهو غِرٌّ لم يصد شيئًا، فهو إذا رَبَّيْنَاه وأَلَّفْنَاه، أنفع لنا من الكلب، فلمَّا شبَّ عدا على شاة له فقتلها وأكل لحمها، فقال الأعرابي:
فَرَسْتَ شُوَيْهَتِي وَفَجَعْتَ طِفْلًا
وَنِسْوَانًا وَأَنْتَ لَهُمْ رَبِيبُ
نَشَأْتَ مَعَ السِّخَالِ وَأَنْتَ طِفْلٌ
فَمَا أَدْرَاكَ أَنَّ أَبَاكَ ذِيبُ
إِذَا كَانَ الطِّبَاعُ طِبَاعَ سَوْءٍ
فَلَيْسَ بِمُصْلِحٍ طَبْعًا أَدِيبُ[1]
كان الأعرابي يُنكر في أبياته هذه انقلاب الذئب على "التاريخ المشترك" مع الغنم، ويندهش من قتله واحدةً ممَّن رُبِّي معهنَّ وعاش بينهن، ثُمَّ لا يجد أيَّ مُبَرِّرٍ لهذا إلَّا أنَّ طباع الذئب "طباع السوء" تلك التي لا يصلح فيها التربية ولا التأديب غلبت عليه.
وليس هذا بعيدًا عن أخلاق البشر؛ فالإساءة إلى الصديق وذي العشرة أفدح من الإساءة إلى غيره، بل تكتسب تلك الإهانة ثوب "الغدر"؛ لأنَّها في حقِّ صديق، ولا يتميَّز الصديق عن غيره إلَّا بهذا العنصر.. "التاريخ المشترك"، وعلى حسب قوَّة الانسجام والتقارُّب والحبِّ في هذا "التاريخ" تكون قوَّة الصداقة، ثُمَّ تكون درجة "الغدر"، ودرجة استهجان الناس له، والحال بين الأمم لا يختلف كثيرًا عن الحال بين الأفراد، ولئن اعتمد البعض مقولة: "في السياسة لا صداقة دائمة، ولا عداوة دائمة". فإنَّ هذا يظلُّ محصورًا في نطاق السياسيِّين، أمَّا الناس على مستوى الشعوب فيشعرون بالقرب نحو "الأصدقاء التاريخيِّين".
التاريخ مشترك إنساني عام
التاريخ من حيث المبدأ يُمثِّل مشتركًا عامًّا من المشتركات الإنسانيَّة؛ فمن الغرائز البشريَّة الفخر بالتاريخ والأسلاف، ورسم صور الأبطال التاريخيِّين، ونحت التماثيل والجداريَّات التي تُمَثِّل إنجازاتهم.
وكانت عقبة التاريخ والآباء والأجداد من أبرز العقبات التي واجهها الأنبياء والمصلحون؛ لأنَّ الرسالات السماويَّة كانت ترفض وتُصَحِّح أوضاعًا وظروفًا صنعها أو أَقَرَّها الآباء والأجداد، الذين هم موضع فخار واعتزاز؛ فقوم نوح عليه السلام كان الملأ منهم يُذَكِّر الناس بتاريخهم وأبطالهم وأجدادهم، (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا * وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) [نوح: 22، 23]. وهذه الأسماء: وَد، سواع، يغوث، يعوق، نسر هي أسماء رجال صالحين من قوم نوح عليه السلام، فلمَّا ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن يصنعوا لهم تماثيل في أماكنهم التي كانوا يجلسون فيها؛ ليتذكَّرهم الناس بالخير، فنصبوا أنصابًا، وسَمَّوْهَا بأسمائهم، ولم يكونوا يعبدونها، فلمَّا مات هذا الجيل عبدها الجيل التالي[2].
وكذلك قوم إبراهيم عليه السلام: (إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ) [الأنبياء: 52، 53]. وكذلك قوم شعيب عليه السلام: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا) [هود: 87]. وسائر الأنبياء كذلك، فلمثل هذا التاريخ تَعَصَّب كلُّ قوم، ونابذوا دعوة المصلحين: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا) [البقرة: 170]، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا) [المائدة: 104]. حتى إنَّهم التمسوا في تاريخهم ما يُبَرِّر لهم فعل الفواحش: (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا) [الأعراف: 28].
لقد كانت هذه ظاهرةً عامَّة، وواحدًا من القوانين التاريخيَّة التي واجهها كلُّ المصلحين (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) [الزخرف: 23].
ورصد الفيلسوف الإنجليزي الشهير توماس كارليل -في محاضراته عن البطولة والأبطال التي ألقاها بين عامي (1837-1841م) ثُمَّ جُمِعَتْ بعدئذٍ في كتاب- كيف أنَّ البشرية منذ فجر تاريخها عَمِلَتْ على تخليد أبطالها، وأنَّ العصور الأولى كان البطل فيها يحتلُّ مقامَ ومكانة الإله، ثُمَّ مع التقدُّم الإنساني بدأ البطل ينزل عن هذه المرتبة الإلهيَّة ليكون بشرًا: نبيًّا أو شاعرًا أو قائدًا أو مفكِّرًا[3].
والحضارات المختلفة -مهما كانت بدائيَّتها- رسمت ونحتت وكتبت تاريخها وانتصاراتها وأبطالها على الصخور والورق والحجارة.. وما سوى ذلك، ومَنْ لم يكن له تاريخٌ اضطر إلى أن يستلهم تاريخًا ليعتبر نفسه امتدادًا لجذورٍ قديمة[4]، واهتمَّت الأمم والشعوب بكتابة تاريخها وتصحيحه، والتعرُّض لمن يُحاول تشويهه؛ بل في بعض الأحيان حرص المستعمرون على تغيير تواريخ البلدان المستعمَرَة، وإجبار الشعوب على التنكُّر لهذا التاريخ، وصارت تحمي هذا التزوير للتاريخ بالقوَّة أحيانًا[5].
القوميات والتاريخ المشترك
في مرحلة تأسُّس القوميَّات الحديثة نشأت هذه القوميَّات على أكتاف عاملين رئيسين؛ هما: اللغة الواحدة والتاريخ المشترك؛ يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري: "بتفسُّخ النظام الإقطاعي في أواخر القرن الثامن عشر، ظهرت الدولة العلمانيَّة القوميَّة المركزيَّة، وهي دولةٌ تستمدُّ شرعيَّتها من التاريخ المشترك، ومن مقدرتها على إدارة المجتمع بكفاءة، كما أنَّ هذه الشرعيَّة تستند -أيضًا- إلى مدى تعبيرها عن روح الشعب وإرادته"[6].
ويرى البعض أنَّ من أهمِّ أسباب نموِّ الشعور القومي في إيطاليا وتميُّزه عن غيره من القوميَّات، على الرغم من تَوَزُّع السكَّان على كيانات سياسيَّة متعدَّدة -هو ذلك التاريخ المشترك الطويل، الذي امتدَّ لسبعة قرون، بالإضافة إلى توحُّدهم في اللغة الإيطاليَّة[7].
وبأثرٍ من عامل "التاريخ المشترك" يُفَسِّر المسيري جانبًا من الاضطهاد الذي وقع لليهود في أوربَّا؛ ذلك أنَّهم كانوا يُمَثِّلُون طائفةً مستقلَّةً خارجةً عن العقد الاجتماعي للدولة، يقول: "تكتسب الدولة القوميَّة شرعيَّتها من التاريخ المشترك والثقافة المشتركة، ويستند النقد الاجتماعي العلماني (للمجتمع الإقطاعي والديني) إلى هذين العنصرين؛ ومن ثَمَّ يتحدَّد الانتماء أو عدم الانتماء بمقدار مشاركة المواطن في هذا التاريخ والثقافة، وقد كانت الجماعات اليهوديَّة عادةً ذات هويَّةٍ مستقلَّة نوعًا عن محيطها الثقافي، الأمر الذي كان يجعلها تقع معنويًّا خارج دائرة العقد الاجتماعي، مع أنَّها كانت فعليًّا داخل دائرة المجتمع، وهو ما وَلَّد كثيرًا من العداء تجاه أعضاء الجماعات اليهوديَّة"[8].
ولعلَّ هذا ما استفاد منه ماكس نورداو الذي يُعَدُّ نموذجًا للفكر الصهيوني العلماني؛ حتى إنَّه ليتمسَّكُ بالتاريخ المشترك كعاملٍ من عوامل التقريب أكثر من تمسُّكه بالدين اليهودي نفسه، فيقول: "أن تكون يهوديًّا لا يعني اعتناق الدين، أو القبول بالمعتقد الأخلاقي، إنَّنا لسنا طائفةً ولا مدرسةً فكريَّة، بل عائلةً واحدةً ولنا تاريخٌ مشترك، وإنَّ أفكار التعاليم اليهوديَّة لا تضع الفرد خارج الجماعة، كما أنَّ قبولها لا يجعل من الشخص يهوديًّا، وباختصار ليس من الضروري أن يُؤمن الفرد بالدين اليهودي أو بالنظرة الروحيَّة العامَّة لليهود كي يُصبح جزءًا من الأمَّة"[9].
التاريخ المشترك بين الوفاق والشقاق:
تاريخ البشر مُعَبِّر عنهم وعن طبائعهم، ولأنَّ البشر ليسوا من الملائكة فلذا لم يكن بينهم تاريخٌ كلُّه من الوئام والسلام والوفاق، ثُمَّ وكما أنَّهم ليسوا شياطين فإنَّ تاريخهم لم يكن نارًا مستعرةً مشتعلةً لا تهدأ أبدًا؛ فالتاريخ يحكي قصَّة سلام، ويحكي كذلك قصَّة حرب، وكلُّ صاحب رؤيةٍ أو رسالةٍ يُمارس عمليَّة انتقائيَّة من فصول التاريخ، فيختار الفصول التي تدعم رؤيته ورسالته؛ فنحن إذا قرأنا عن "صراع الحضارات"، سنقرأ في طيَّاته فصولًا من التاريخ، وإذا قرأنا عن "حوار الحضارات" فسنقرأ فيه تاريخًا كذلك.
ونحن لا نُريد أن نكون من الانتقائيِّين، وإن كانت الرسالة سامية وتستهدف صناعة التعايش بين الشعوب وقبول الآخر المختلف والمخالف؛ لذا لم نضع عنصر "التاريخ المشترك" ضمن المشتركات العامَّة بين الشعوب؛ لأنَّ الحقيقة التاريخيَّة تقول: إنَّ ثمَّة شعوبًا لا يُمكن أن تلتقي أبدًا على تاريخٍ مشترك، فتاريخهما يغلب عليه الصراع والحروب، ولكن وضعه في "المشترك الخاص" سيُفْرِزُ لنا كثيرًا من التصنيفات؛ فبوسعنا أن نجد لكلِّ شعبٍ تاريخًا مشتركًا يغلب عليه الوفاق والسلام مع شعبٍ آخر على الأقل، فيكون هذا التاريخ من عوامل التواصل والتقارب واللقاء بينهما.
لكن المؤسف أن يُوجد من بين الناس من يبحث عن تاريخ الأزمات والاضطهادات والحروب الأهلية التي دارت بين الشعب الواحد، وهو التاريخ الذي يُمَثِّل شذوذًا في مسار تاريخ التوافق العام بين مكوِّنات هذا الشعب، ولا يكتفي "دعاة التصادم" هؤلاء -في كثير من الأحيان- بممارسة الانتقاء فقط من التاريخ، بل يكتبونه بمزيدٍ من الإضافات أو الحذف أو التكلُّف في التفسير والتأويل، وكثيرٍ من الدخول في النوايا، "ومن المُسَلَّمَات التي لا يختلف فيها اثنان أنَّ في كلِّ أُمَّةٍ وكلِّ حكومةٍ عادلين وظالمين، وأنَّ الظالم قد يظلم القريب والموافق، كما يظلم البعيد والمخالف، وأنَّ من الناس مَنْ لا يرضى من مخالفه في الدين والسياسة بالحقِّ ولا بالعدل، وأنَّ من أخبار التاريخ الصادق والكاذب؛ فعلى هذا يسهل على كل مُطَّلع على التاريخ المشترك بين الأمم والمِلَلِ أن يجمع منه ما يُنكره بعضهم على بعض"[10].
من أين نبدأ؟
هذا سؤالٌ قد يثور في الخاطر: من أين نبدأ؟ ما النقطة الصحيحة من هذا المسار التاريخي للبدء في نقاش التوافق والتعايش؟ ومَنِ الذي يُحَدِّد هذه النقطة؟
الإجابة -بواقعيَّة شديدة- هي أنَّ الهويَّة مع الطموحات المستقبليَّة يُحدِّدان معًا من أين نبدأ؛ وهذان العاملان واضحان في إنتاج المفكِّرين في كلِّ حضارة؛ فصمويل هنتنجتون حين تحدَّث عن الغرب الواحد الذي يجب أن يتكتَّل ضدَّ غيره كان يُحَدِّد الهويَّةَ وهي المسيحيَّة الكاثوليكيَّة، والطموحَ وهو الحفاظ على التفوُّق الغربي؛ ولذلك تحدَّث عن "الخطِّ التاريخي"، وبدأ من لحظة تقسيم الإمبراطوريَّة إلى شرقيَّة وغربيَّة[11]، على الرغم من أنَّه كان يستطيع أن يبدأ من أفلاطون وأرسطو، كما فعل رونالد سترومبرج وهو يُؤَرِّخ للفلسفة الغربيَّة فخورًا بها، ومؤكدًا أنَّ كلَّ الحضارات الأخرى لم تُقَدِّم شيئًا ذا بال؛ لأنَّها حضارات "فاترة الهمَّة، بطيئة الخطى، مُكَبَّلة بأغلال العادات والتقاليد"[12]، وسترومبرج -أيضًا- لم يفعل مثل ول ديورانت الذي بدأ "قصَّة الحضارة" من الشرق؛ مُوقِنًا أنَّ المدنيَّة لا تتوقَّف "على جنسٍ دون جنس؛ فقد تظهر في هذه القارَّة أو تلك، وقد تنشأ عن هذا اللون من البشرة أو ذاك"[13].
لكنَّهم اختلفوا، وكان اختلافهم هذا بوحي من اختيارهم للهويَّة ورؤيتهم للمستقبل، فهذا فارق ما بين مَنْ رأى هويَّته في "الغرب المسيحي الكاثوليكي"، ومن رأى هويَّته في "الغرب العقلاني"، ومن فَضَّل أن يتحدث عن الإنسان.
وكذلك في الحضارات الأخرى، ففي مصر يبدأ من يرى هويَّته "مصريَّة" من التاريخ الفرعوني، كما قال أحدهم[14] في مقالٍ له: "مِنْ حَقِّ المصريين ومن الواجب عليهم أن يستثيروا دفائن الفراعنة جميعًا، وأن يربطوا حاضرهم وماضيهم رباطًا ظاهرًا لكلِّ عين، وإنهم إذًا ليُضيفون إلى قوتهم قوَّة، ولَيُضَاعفون من مجدهم أضعافًا، ولَيَزْدَادون لذلك بالحياة استمتاعًا ولها تذوُّقًا"[15]. ومَنْ أراد أن يرى مصر عربيَّة إسلاميَّة بدأ بالنظر منذ تاريخ تعرُّبها ودخولها في دين الله[16].
المصدر:
كتاب المشترك الإنساني.. نظرية جديدة للتقارب بين الشعوب، للدكتور راغب السرجاني.
[1] الجاحظ: الحيوان 6/24، وأبو الهلال العسكري: جمهرة الأمثال 2/30.
[2] انظر: البخاري (4636) 4/1873، عن ابن عباس، بتصرف.
[3] انظر: كتاب "الأبطال" لتوماس كارليل، وقد عرَّبه الأستاذ الأديب محمَّد السباعي في أوائل القرن العشرين.
[4] كما في حالة أميركا التي استلهمت تاريخ أوربَّا وعقائدها وفلسفتها، ومن الملاحظ أنَّ الحديث إن كان عن التفوُّق الحضاري في التجربة الأميركيَّة فإنَّه يكثر مصطلح "الحضارة الأميركيَّة"، أمَّا إن كان الحديث عن التاريخ والجذور فإنَّ الأميركي نفسه يتحدَّث وبالحماس نفسه عن الجذور الغربيَّة وعن تاريخ الإغريق واليونان وأوربَّا، بل إنَّهم لا يتردَّدُون في الحديث عن تاريخ الهنود الحمر الذين أُبيدوا على أيدي الأميركان؛ باعتبار أنَّ جذور الهنود الحمر عميقة جدًّا في التاريخ، وهذا يُعْطِي بُعدًا أفضل لأميركا.
[5] في سبتمبر عام 1982م نشبت أزمة عنيفة بين الصين واليابان، هدَّدت الصين عندها بقطع العلاقات، كان السبب في هذه الأزمة هو الخلاف حول بضعة أسطر في كتب التاريخ المدرسيَّة علمت الصين أنَّ اليابان قد غيَّرتها؛ لقد حاولت اليابان أن تحذف السطور التي تُسيء إلى قادة اليابان في أقوى فتراتها، وتصفهم بالدكتاتوريَّة، وبأنَّهم سبب نكبة اليابان في الحرب العالميَّة الثانية، وهي الإساءات التي فرضتها أميركا على اليابان، في هذه الفترة كانت اليابان من القوَّة بحيث أنَّها سيطرت على منشوريا وكوريا، واحتلَّت ما يقرب من نصف الصين، وفي الحرب العالميَّة الثانية انضمَّت إلى هتلر، وحطَّمت الأسطول الأميركي في (بيرل هاربور)، وظلَّت تُقاتل وحدها نحو ثلاثة أشهر بعد سقوط ألمانيا، ولم تستسلم إلَّا بعد أن ضُربت بالقنابل الذريَّة، وحين بدا لليابان أن ترفع هذه السطور من كتبها المدرسيَّة، هاجت الصين وماجت، حتى اضطرَّت اليابان إلى التراجع. انظر: عبد العظيم الديب: إنَّهم يعرفون قيمة التاريخ، مقال منشور بموقع الشبكة الإسلاميَّة بتاريخ 11/10/2004م.
[6] عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهوديَّة والصهيونيَّة 2/82.
[7] محمد عدنان البخيت وآخرون: نقولا زيادة في ميزان التأريخ ص289.
[8] عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهوديَّة والصهيونيَّة 2/349.
[9] عاطف عودة الرفوع: الإعلام الإسرائيلي ومحددات الصراع، ص49، 50.
[10] محمد رشيد رضا: مجلة المنار 25/709.
[11] صمويل هنتنجتون: صدام الحضارات، ص258.
[12] رونالد سترومبرج: تاريخ الفكر الأوربي الحديث، ص19.
[13] ول ديورانت: قصة الحضارة 1/6.
[14] هو الدكتور محمد حسين هيكل، وقد عاش شطرًا كبيرًا من حياته في الدعوة إلى الفرعونية، ولكنَّه عدل عن ذلك إلى الاتجاه الإسلامي فيما بعد.
[15] مجلة السياسة الأسبوعية بتاريخ 27/11/1926م، نقلًا عن: محمَّد محمَّد حسين: الاتجاهات الوطنيَّة في الأدب المعاصر 2/149.
[16] انظر: محمد عمارة: عندما أصبحت مصر عربية إسلامية، ص5، وما بعدها.
التعليقات
إرسال تعليقك